على مدار أربعة عقود كاملة، لم يستطع سوى فريقين فقط كسر هيمنة الثلاثي (جلطة سراي وفناربخشة وبشكتاش) على لقب الدوري التركي.

ولكن إسطنبول باشاك شهير، صاحب العلاقة الوطيدة بالحزب الحاكم (العدالة والتنمية) في تركيا، انضم إلى هذه القائمة القصيرة للغاية من الأندية التي كسرت احتكار الثلاثة الكبار للقب الدوري التركي.

وحسم باشاك شهير لقب الدوري التركي لهذا الموسم للمرة الأولى في تاريخه، إثر فوزه (1-0) على ضيفه قيصري سبور، مساء أمس الأحد، في المرحلة الثالثة والثلاثين قبل الأخيرة من المسابقة.

ويبرز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على رأس مشجعي فريق باشاك شهير، ولكن الفريق لم يستطع من قبل الفوز بلقب الدوري المحلي الذي يهيمن عليه الثلاثي جلطة سراي (22 لقبا) وفناربخشة (19 لقبا) وبشكتاش (14 لقبا).

وأصبح باشاك شهير سادس فريق فقط يسجل اسمه في السجل الذهبي لدوري السوبر التركي، الذي انطلق في 1959 حيث سبقه إلى التتويج باللقب كل من الثلاثة الكبار إضافة إلى طرابزون سبور وبورصا سبور.

وأقيمت المباراة أمس على استاد "فاتح تريم" في إسطنبول، بدون حضور الجماهير، في ظل الإجراءات الوقائية والاحترازية المشددة لمكافحة تفشي فيروس "كورونا" المستجد.

وأشارت وسائل الإعلام التركية، إلى أن أضواء الاستاد خفتت بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وأظهرت لقطات تم بثها، المشجعين وهم يلوحون بالمشاعل الحمراء وأعلام النادي خارج الملعب.

واستخدم الرئيس التركي أردوغان برنامج "تويتر" للتواصل الاجتماعي عبر الانترنت لتهنئة الفريق. وكان أردوغان ارتدى القميص البرتقالي للفريق وشارك في مباراة استعراضية عام 2014 بمناسبة افتتاح الاستاد الجديد للنادي.

واعترف أردوغان أيضا بالتحديات التي واجهتها جميع فرق كرة القدم هذا الموسم وسط أزمة وباء "كورونا".

وقال أردوغان، الذي يشجع أيضا فريق فناربخشة، إن هذه الفترة تعكس "المنافسة وأيضا الروح الجماعية" للرياضة.

وأشادت عناوين الصحف التركية اليوم الاثنين بالأبطال الجدد للدوري المحلي، الذين كسروا تفوق الفرق الثلاث الكبيرة في اسطنبول، والتي تتمتع بقواعد جماهيرية ضخمة: جالطة سراي وبشكتاش وفناربخشة.

وعلى مدار العقود الأربعة الأخيرة، احتكرت هذه الفرق الثلاثة اللقب باستثناء ثلاثة مواسم فقط، حيث فاز طرابزون سبور باللقب في 1981 و1984 رافعا رصيده في المسابقة إلى ستة ألقاب. وكانت ألقابه الأربعة الأخرى في 1976 و1977 و1979 و1980.

كما فاز بورصا سبور بلقبه الوحيد في 2010.

ويعتبر باشاك شهير ناديا قديما وجديدا حيث تأسس في 1990 من قبل بلدية اسطنبول وظهر في البداية باسم "اسطنبول بويوكشهير بلديسبور" ثم تغير اسمه في 2014 ليصبح “اسطنبول باشاك شهير” ليكون هذا بمثابة بداية جديدة للنادي بعد الاستحواذ عليه من قبل اتحاد أعمال والانتقال إلى استاده الجديد.

ومنذ ذلك الحين، أصبح معقل النادي في باشاك شهير، وهو حي محافظ يمثل معقلا لحزب العدالة والتنمية الذي يترأسه أردوغان.

وعلى أي حال، ارتبطت كرة القدم بالسياسة دائما في تركيا.

وكان أردوغان من قبل لاعبا شبه محترف كما واصل استغلال كرة القدم في خدمة مصالحه الشخصية بإظهار أنه رجل من الناس ، حتى أن هناك قصة عن حجب النادي للقميص رقم 12 الذي ارتداه أردوغان خلال مباراة 2014 .

وبعد ست سنوات من ظهوره بشكله الجديد، توج باشاك شهير بلقب الدوري التركي للمرة الأولى في تاريخه.

ورفع الفريق بقيادة المدرب أوكان بوروك رصيده إلى 69 نقطة في الصدارة ليضمن الفوز باللقب بعد خسارة طرابزون سبور أمام قونيا سبور (3-4).

وسجل محمود تكديمير هدف المباراة الوحيد ليقود باشاك شهير للفوز الثمين أمس الأحد.

وكان الدوري التركي استأنف نشاطه في 12 حزيران/يونيو الماضي بعد توقف دام لنحو ثلاثة شهور بسبب أزمة وباء "كورونا".