منذ انخراطه في مشروع "الكينغز ليغ" الذي أطلقه جيرارد بيكيه، بدا أن لامين يامال بدأ يبتعد تدريجياً عن التركيز الكامل داخل المستطيل الأخضر.
دخول النجم الشاب إلى هذا العالم الذي يجمع بين كرة القدم والترفيه والمحتوى الرقمي، وإن كان يهدف لتوسيع شعبيته وتعزيز حضوره خارج الميدان، إلا أنه جاء على حساب توازنه الذهني والفني مع برشلونة، وأثر بشكل واضح على مستواه في الأسابيع الأخيرة.
المقربون من النادي الكتالوني يؤكدون أن يامال بات يعيش ضغطاً متزايداً بين الالتزامات الرياضية ومتطلبات الصورة الإعلامية التي فرضها عليه مشروع الكينغز ليغ.
الشاب الذي خطف الأنظار بموهبته الفطرية وسرعته في اتخاذ القرار داخل الملعب، صار يبدو أكثر انشغالاً بما يدور خارجه، يتفاعل في البثوث المباشرة ويظهر في مقاطع تسويقية على حساب الأداء والمردود في المباريات الرسمية.
وبقدر ما منحته هذه التجربة شهرة إضافية وجماهيرية واسعة، فقد سلبته هدوءه الذهني وأبعدته عن جو التركيز والانضباط الذي يحتاجه لاعب في سنه داخل نادٍ بحجم برشلونة.
تأثير الكينغز ليغ لم يكن تقنياً فقط، بل نفسياً أيضاً، فيامال يعيش اليوم بين عالمين مختلفين: عالم كرة القدم الاحترافية التي تتطلب الصرامة والانضباط، وعالم الترفيه الرقمي الذي يقوم على الارتجال والبحث عن الإثارة.
هذا التناقض الواضح جعل أداؤه يتراجع، وبدأت علامات التشتت تظهر عليه في المباريات الأخيرة، سواء في قراراته داخل الملعب أو في تعامله مع الضغط الجماهيري.
ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، إذ زاد الطين بلة دخوله في أجواء مشحونة مع مكونات ريال مدريد بسبب تصريحاته الأخيرة التي أطلقها عبر إحدى منصات الكينغز ليغ، حين قال إن "ريال مدريد يسرق ثم يشتكي"، في جملة أشعلت الغضب داخل أروقة النادي الملكي وأثارت موجة جدل واسعة في الصحف الإسبانية.
هذه التصريحات وضعت يامال في قلب عاصفة إعلامية غير مسبوقة، وحولته من موهبة هادئة تركز على التطور إلى شخصية مثيرة للجدل خارج الميدان.
من الواضح أن يامال، رغم موهبته الكبيرة، بدأ يعيش مرحلة تتطلب إعادة التوازن بين صورته الإعلامية وطموحه الرياضي، فالكينغز ليغ قد منحته الأضواء، لكنه في المقابل سحب منه شيئاً من التركيز الذي جعله يوماً أحد أبرز الوعود في الكرة الأوروبية.
ومع كل هذا الضغط والجدل، يبقى السؤال المطروح: هل سيتمكن اللاعب الشاب من استعادة هدوئه الذهني والتركيز على مستقبله الكروي، أم أن عالم الترفيه سيبتلعه أكثر ويزيد من تراجعه داخل المستطيل الأخضر؟



















